المبحث الأول
عصر المؤلف
المطلب الأول:
الحالة السياسية في عصره:-
عاش ابن ملك (رحمه الله) ما بين الربع الأول من القرن الثامن الهجري ونهايته، وفي هذه الفترة كانت الخلافة العباسية منتقلة إلى مصر بعد أن سقطت بغداد سنة (656هـ) وعاصر ابن ملك ثلاثة من خلفائهم وهم:-
الخليفة الأول:- الحاكم بأمر الله:-
وهو احمد بن سليمان بن أحمد العباسي، بويع بالخلافة سنة (742هـ)، واستمر ذلك إلى ان مات سنة 753هـ بالطاعون الذي ابتلى المسلمون به في تلك الحقبة. (¬1)
الخليفة الثاني: المعتضد بالله:-
هو أبو بكر بن سليمان بن أحمد أبو الفتح، ولي الخلافة بعد أخيه الحاكم بأمر الله سنة (754هـ) بعهد منه فأقام وليس له من الأمر شيء (ت763هـ) (¬2)
الخليفة الثالث: المتوكل على الله:-
هو محمد بن أبي بكر بن سليمان بن أحمد العباسي أبو عبد الله بويع بالخلافة بعد وفاة أبيه سنة (763هـ) بعهد منه بالقاهرة وطالت مدته، خلع في سنة (779هـ)، وأعيد في السنة نفسها، قاسى الشدائد في أيام الملك الظاهر برقوق إذ سجنه سنة (785هـ) نحو ست سنين ولما علم الملك الظاهر أن قلوب أهل الشام قد نفرت منه بسبب إساءته إليه، أخرجه سنة (791هـ) وأعاد إليه مراسم الخلافة وبالغ في إكرامه، فاستمر على ذلك حتى توفي سنة (808هـ) وكان كريماً ممدوحاً كثير البر والصدقات. (¬3) ولم يكن لهؤلاء الخلفاء العباسيين من الأمر شيء، بل كان الحكم بيد المتغلبين من المماليك وأمرائهم، وكان الحكم استبدادياً فردياً ليس فيه الا مصلحة الحاكم وأعوانه. وأما بلد ابن ملك فلم يستطع السلاجقة من الصمود بوجه الغارات التترية ورد هجماتها العدوانية، فراحت طعمة لجيش التتر الذي استولى على البلاد وحكمها بقيادة أبناء جنكيز خان الذين أصبحوا يديرون دفة الحكم مباشرة ويحكمونها عن بعد. (¬4) في النصف الثاني من القرن السابع الهجري أعلن السلاجقة طاعتهم وولاءهم إلى ايلخانية ايران وملوكها حينذاك، ولم يتمكن المغول من الاستيلاء عليها لبعدها عن ايران وعجزهم عن الوصول إلى تلك المناطق ولما دب الضعف في الدولة السلجوقية (¬5) ظهرت دول ناشئة وامارات شكلت كل منها حكماً على حدة وكانت غير خاضعة
¬__________
(¬1) ينظر: العبر في خبر من غبر: لشمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت748هـ)، 6/ 336 وما بعدها، 389 وما بعدها طبع مطبعة حكومة- الكويت- الطبعة الثانية (1984م)
(¬2) ينظر: البداية والنهاية: لعماد الدين أبي الفداء اسماعيل بن كثير ت (774هـ): 14/ 393، طبع مكتبة الصفا- القاهرة- ط الأولى (433هـ)
(¬3) ينظر: الضوء اللامع لأهل القرن التاسع: لشمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي (ت902هـ): 7/ 168، منشورات دار مكتبة الحياة- بيروت-
(¬4) ينظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي (1/ 501 - 504)
(¬5) الدولة السلجوقية: هي دولة تركية أسسها السلاجقة في القرن الخامس الهجري وكانت دولة كبيرة تشمل خراسان وما وراء النهر وإيران والعراق وآسيا الصغرى , وكانت الري في إيران وبغداد في العراق مقر السلطة السلجوقية , استطاع السلطان السلجوقي (طغرل بك) أن يسقط الدولة البويهية في بغداد عام (447هجري) ويعيد الحكم إلى الخليفة العباسي (القائم بأمر الله) الذي استقبله استقبالا عظيماانتهت الدولة السلجوقية عام (522هجري) / (1128م) وذلك على يد شاهنات خوارزم , وآخر سلاطين الدولة السلجوقية كان السلطان (محمد غياث الدين) أحد أبناء السلطان ملكشاه.
ينظر: تأريخ الإسلام للذهبي (30/ 20 - 25) و الدولة العثمانية / للدكتور الصلابي (1/ 24 - 40).
Post Top Ad
الأربعاء، 17 مارس 2021
10 مبارق الأزهار في شرح مشارق الأنوار الصفحة
التصنيف:
# مبارق الأزهار في شرح مشارق الأنوار
عن Qurankariim
مبارق الأزهار في شرح مشارق الأنوار
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق